الأحد، 13 أكتوبر 2019

رونار: موضوع حمد الله "لايستحق المناقشة فيه"





كشفت تقارير صحافية يوم السبت 12 أكتوبر عن رد الناخب الوطني السابق هيرفي رونار بخصوص خلافه مع اللاعب الدولي المغربي نجم فريق النصر السعودي عبد الرزاق حمد الله.

وردا على تصريحات اللاعب حمد الله قال رونار في تصريحات صحافية "لا داعي للإجابة على عبد الرزاق حمد الله لأن الموضوع لا يستحق الرد" وأردف رونار "لم ألتقي بعبد الرزاق حمد الله ولا يمكن أن نضيع الوقت في الرد والإجابة على كل الأشياء".

وكانت تصريحات اللاعب الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله قد أثارت جدلا واسعا بخصوص الخلاف مع مدرب المنتخب المغربي السابق هيرفي رونار، بعد حمل رونار مسؤولية مغادرته معسكر المنتخب المغربي قبل منافسات "كان" 2019 التي نظمت بمصر.

ولقد بلغ هذا المُسلسل من الزمن حتى الآن أربعة أشهر، منذ مغادرة حمد الله معسكر المنتخب الوطني المغربي قُبيل نهائيات "كأس أمم أفريقيا 2019"، ولازال الرأي العام الوطني عاجزاً عن الخروج باستنتاجات وخلاصات من هذه القضية، ذلك أن المُعطيات تكاد تكون غير مُتوفِّرة، بالإضافة إلى وجود الكثير من المناطق الغامضة في هذا الملف.

إن طرفيْ هذا "الصِّراع" أخذا على امتداد هذه الفترة في استهلاك الوقت والهروب إلى الأمام، واللجوء إلى سياسة إلقاء الاتهامات والعودة إلى الخلف، ثم اعتماد ذات الخطوة بعد ذلك سواء من أجل التَّفنيد أو الهجوم، والحال أن كافة ما باحَ به الجانبان لا يُساعد المُتابعين على رسم صورة موضوعية قائمة على الحياد لما حصل.

وإذا كان حمد الله يُلاَمُ ويُؤاخَذُ بالنسبة لي شخصياً على مغادرته معسكر "الأسود" بتلك الصورة، ومُساهمته في صنع الكثير من الجلبة والضَّجيج في أجواء المنتخب قبل مشاركته في "الكان"، فإن جامعة الكرة تتحمَّل مسؤوليةً جسيمةً فيما حدث، وتُساءَلُ أمام هذا الاجترار الزمني الذي لازال يشهده ملفها مع لاعب الفريق السعودي.

لقد كان الصَّواب يقتضي أن يفتح مسؤولو الجامعة صفحة حمد الله مُباشرة عقب الإقصاء من المحفل القاري، ويتطرَّقون إليها إيضاحاً وتمحيصاً وكشفاً للتفاصيل ضمن رواية موضوعية تنتصر إلى الحقائق والوقائع التي حدثت فعلاً، حتى يتم استجلاء كافة الحقائق يُمكن أن تُتَّخِذَ بناءً عليها مجموعة من القرارات.

لا مناصَ من التأكيد على أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أدارت هذا الملف بالكثير من العشوائية والتخبُّط، ولم تُحسن تدبيره بالصورة المُثلى، فاتحةً الباب أمام إمكانية حدوث ذات السيناريو في قضايا جديدة، فلا العِبَرُ اسْتُخلصت من هذه القضية، ولا المُجانبين الصَّواب دفعوا الثمن، ولا هم اعترفوا بمسؤولياتهم، والأمر يشمل حتى الجهاز الوصي على المستديرة بالمغرب.

يظَلُّ مسلسل حمد الله نقطة سوداء في تاريخ الكرة المغربية، سواء على صعيد التَّدبير أو الوقائع أو المُعالجة، ويؤكِّد أن اللُّعبة في المغرب لازالت تخضع إلى "الكولسة" و"البروباغندا" والعديد من الممارسات التي تتنافى مع الشفافية والمصداقية والوضوح، ليبقى الخاسر الأكبر هو الجمهور الذي يُمنى بخيبة أمل بعد التعثرات ويتساءل عن سِرِّها وأسبابها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق